منذ طفولتها، كان حلم يسرى مارديني أن تصبح سباحة محترفة تمثل سوريا في البطولات الرياضية الأولمبيّة، إلّا أن اشتداد وتيرة المعارك في دمشق، في عام 2015 قلص حلمها ليتحول إلى البقاء على قيد الحياة فقط
وكحال عشرات الآلاف من السوريين الحالمين بالعيش بسلام، انطلقت يسرى مع أختها سارة، وبعض أقاربهما، في رحلة اللجوء المهولة إلى أوروبا، حاملتين معهما أحلامهما بحياة آمنة، ومعاودة احتراف السباحة من جديد، لكن في منتصف الرحلة بين تركيا واليونان، توقف محرّك القارب المطاطي عن العمل، وبدأ القارب المحمل بالركاب يغرق، وعلى الرغم من محاولاتهم العديدة للاستغاثة إلّا أن أحدا لم يستجب لهم؛ فقفزت يسرى ذات السبعة عشر عاما، وأختها، وبعض الركاب الآخرين عن القارب؛ لتخفيف الوزن عنه، والسباحة به إلى أن وصلوا إلى اليونان، لتكمل بعدها الأختان رحلتهما الخطيرة برا إلى ألمانيا
من السباحة كي تنقذ حياتها وحياة أصدقائها، إلى السباحة حلما بالميدالية الأولمبية، تروي يسرى قصتها الاستثنائية من لاجئة هاربة من بلد مزقته الحرب إلى أولمبية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2016 في البرازيل