تعتبر الرواية سيرة شبه ذاتية تحكي قصة حياة الكاتبة. هاجرت مع عائلتها من „بريزرن“ بصربيا إلى سويسرا هربا من خطر العنف ذي الدوافع العرقية، لكنها تصطدم بالمجتمع السويسري المتحضر الراقي اجتماعيا، لكن ما زالت به عنصرية دفينة تعانيها الكاتبة ولا تستطيع أن تتكيف مع هذه المعاملة التي تلقاها كلاجئة، معاملة يسودها الاحترام ظاهريا، ويشوبها العنصرية بشكل خفي.
الرواية تتنقل بك بين ذكريات الماضي في „بريزرن“ والحاضر في سويسرا. تبدأ حكايتها بذهابها إلى موطنها الأصلي في „بريزرن“ عائدة من سويسرا كي تزور قبر أبيها المتوفي، وتقرأ عليه سورة يس
وتحكي بعدها معاناة أهلها من وحدة وحزن وخاصة بعد انتقالهم إلى دولة جديدة بثقافة جديدة، ومع كل كلمة ألمانية كانوا يسمعونها، يزداد البعد والاشتياق للهوية القديمة.
تلجأ الراوية الشابة أيضا أحيانا إلى تذكر طفولتها في „بريزرن“، إنها تتنقل بين لغتين، وثقافتين مختلفتين، ولا تستطيع أن تقرر أيهما تختار. إنها رواية رائعة عن عن التطهير العرقي والعنصرية الكامنة الموجودة ببعض المجتمعات المتحضرة، عن مصير الأسر بعد اللجوء والهجرة، عن الأصل والهوية والاغتراب والخسارة والإصرار، ولكنها أيضا عن البدايات الجديدة، اللغة شعرية، هادئة، تلائم شعور الأسرة